السبت، 10 ديسمبر 2022 - 01:38 م

الحلاوة هي بالتأكيد ضدّ المرارة ، ولكن المرارة ورانا ورانا  والأسباب كثيرة ومتعددة فين زمان وأيام وحلاوة زمان  وأدب زمان  وقت أن قامت الدنيا علي الفنان محمد عبد الوهاب عندما ظهر في الحمام ونصفه العلوي عاريا تحت الدش يغني المية تروي العطشان  واعتبرت هذه اللقطة خادشة للحياء وكان ذلك اوائل الخمسينات  !  وفقا للغة الاعلام السائدة  هذه الأيام – حول ضرورة حل مشكلات مصر المزمنة كالبطالة والفساد والغلاء الشديد وتحقيق العدالة الاجتماعية وحل مشاكل الفقراء المزمنة يتوه منا وسط هذا الزخم من اقتراح الحلول "عجيبة " غائبة عنا اسمها كلمة "عيب".

 فالبطالة مثلا علاجها يبدأ بمعرفة معني العيب من التسكع في الشارع بدلا من البحث عن لقمة العيش ! العيب هو  الفساد المباح عند اصحاب الضمائر الخربة! العيب سلوك يمنع  ذوبان  أهداف جمع المال مع استغلال المواطن الغلبان ورفع الأسعار عمال علي بطال ! العيب هو ميزان العدل الذي لابد أن يكون في كل مسئؤل  وضعته الظروف امينا علي أفراد المجتمع حتي تتحقق العدالة الاجتماعية.

كلمة عيب تعلمناها  في الصغر وأنها ماقيلت إلا لتعديل سلوكنا فاعتبرناها مدرسة مختزلة في ثلاثة أحرف "العين والياء والباء " .. أما العيب في مجال الدراما والسينما أصبح هو المباح ورحم الله من هاجم موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب عندما غني ونصفه العالي عاري واعتبروه مشهد قليل الأدب !!  ولعل آخر المضحكات المبكيات  علي الأقل بالنسبة لأمثالي هو ما حدث في مهرجان السينما الأخير والذي اشترط رئيسه الحضور بكود الملابس المحترمة ورفضت بعض الفنانات الشرط ورغم عدم توجيه الدعوة لهم بالحضور ،  وعندا في رئيس المهرجان حضروا بأزياء ينطبق عليها قول الفنان عادل إمام في مسرحية شاهدما شافش حاجة "كانت لابسة منغير هدوم " !!

رحم الله امامنا الشافعي حين قال : نعيب زماننا و العيب فينا ، و ما لزماننا عيب سوانا ، و نهجو ذا الزمان بغير ذنب ، و لو نطق الزمان لنا هجانا .. كلمة ( عيب )  زمان كانت منبرا وخطبة يرددها الأهالي بثقافتهم الدينية البسطية لم يكونوا خطباء ولا دعاة أو يملكوا الفتوي وإنما هي كلمتهم لإحياء الفضيلة  وذم رذيلة .. فعلا ياحلاوة زمان و" معني العيب" أيام زمان .